يمثل التطوع والتوظيف معًا جناحين أساسيين في منظومة عملنا المؤسسي، إذ يشكلان محورًا متكاملاً لبناء مجتمع متوازن قادر على تحقيق التنمية المستدامة وصناعة مستقبل مزدهر. فبينما يفتح التطوع آفاقًا رحبة للعطاء والمشاركة المجتمعية، يأتي التوظيف ليترجم رؤيتنا في استقطاب الكفاءات وتطوير القدرات بما يعزز من حضور المؤسسة ودورها الريادي محليًا ودوليًا.
-
أولاً: التطوع – ثقافة العطاء والمسؤولية
التطوع ليس مجرد عمل وقتي أو نشاط جانبي، بل هو قيمة إنسانية وممارسة حضارية تعكس مستوى وعي الأفراد وانتمائهم لوطنهم ومجتمعهم. من خلال التطوع، نتيح المجال أمام جميع فئات المجتمع – شبابًا وشابات، طلبة، محترفين، ومتقاعدين – للإسهام في فعالياتنا وبرامجنا المتنوعة، سواء الرياضية أو الثقافية أو البيئية أو المجتمعية.
نهدف عبر برامج التطوع إلى:
- تعزيز قيم الانتماء والمسؤولية من خلال إتاحة الفرصة لكل فرد ليكون شريكًا في صناعة النجاح.
- بناء القدرات والمهارات عبر التدريب العملي والمشاركة الفعلية في إدارة الفعاليات والمبادرات.
- إيجاد بيئة محفزة للشباب تمكنهم من اكتشاف مواهبهم وصقل خبراتهم وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية.
- ترسيخ مفهوم العطاء المستدام بحيث يتحول العمل التطوعي إلى ممارسة دائمة تسهم في استمرارية المشاريع المجتمعية والإنسانية.
- كما نولي اهتمامًا خاصًا بتأطير جهود المتطوعين وتنظيمها، عبر أنظمة متقدمة للتسجيل والإشراف والتقييم، تضمن أن تكون مساهماتهم مؤثرة وملموسة، وتكافئهم على التزامهم وجهودهم، إيمانًا منا بأن كل ساعة يقضيها المتطوع هي استثمار في مستقبل المجتمع.
-
ثانيًا: التوظيف – الاستثمار في رأس المال البشري
على الجانب الآخر، نعتبر أن التوظيف هو الركيزة الاستراتيجية التي تقوم عليها مسيرتنا المؤسسية. فنحن نؤمن بأن الإنسان هو المحرك الحقيقي لكل تقدم، وأن الكفاءات البشرية المؤهلة هي رأس المال الأثمن الذي يحدد مستوى نجاح أي مؤسسة.
من هذا المنطلق، نتبنى سياسات واضحة وشفافة في استقطاب الكفاءات الوطنية والدولية، ونحرص على توفير بيئة عمل جاذبة وملهمة تركز على:
- التميز والإبداع: إذ نتيح المجال أمام الموظفين لتقديم أفكار مبتكرة تسهم في تطوير الأداء المؤسسي.
- النمو والتطور المهني: عبر برامج تدريبية مستمرة، ودورات تخصصية، وخطط واضحة لتطوير المسار الوظيفي.
- تمكين الشباب: عبر إتاحة الفرص للأجيال الجديدة للمشاركة في صناعة القرار وتنفيذ المشاريع.
- تحفيز الأداء: من خلال منظومة تقييم عادلة وحوافز تشجع على الإنتاجية والالتزام.
- التوازن بين العمل والحياة: بما يضمن راحة الموظفين ويعزز من ولائهم المؤسسي.
-
ثالثًا: التكامل بين التوظيف والتطوع
إن الجمع بين التطوع والتوظيف يخلق معادلة فريدة تحقق أقصى درجات التأثير المجتمعي والمؤسسي، حيث يشكل المتطوعون حاضنة للطاقات المتجددة وروح المبادرة، بينما يمثل الموظفون العمود الفقري للاستمرارية والتطوير. هذا التكامل يثمر في:
خلق منظومة متكاملة تعزز من قوة المؤسسة.
توفير مساحة للتجريب والتعلم عبر التطوع، تمهّد الطريق لتوظيف أفضل الكفاءات.
بناء جسور الثقة بين المجتمع والمؤسسة، عبر إشراك الأفراد في مسيرتها ونجاحاتها.
-
رابعًا: رؤيتنا المستقبلية
نسعى في المستقبل القريب إلى توسيع نطاق برامج التطوع والتوظيف لتشمل:
- منصات رقمية متكاملة لإدارة شؤون المتطوعين والموظفين بمرونة وكفاءة.
- شراكات استراتيجية مع مؤسسات تعليمية وأكاديمية لتأهيل الكوادر وربطها باحتياجات سوق العمل.
- مبادرات تطوعية متخصصة في مجالات البيئة البحرية، الابتكار، الرياضة، والصحة المجتمعية.
- خطط استدامة وظيفية تضمن استقطاب أفضل الكفاءات والحفاظ عليها عبر توفير بيئة عمل متميزة.
- خاتمة
إننا نؤمن بأن التطوع والتوظيف وجهان لعملة واحدة، كلاهما يقوم على الاستثمار في الإنسان، وتعزيز قيم المسؤولية والانتماء، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا للوطن والمجتمع. ومن خلال التزامنا الراسخ في هذا المجال، سنواصل العمل على تمكين الأفراد، وتحفيزهم على العطاء والإبداع، ليكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة النجاح والتميز.